عاصفة الصومال.. تنذر بكارثة إنسانية

لا يزال سكان ولاية بونت لاند، شمال شرق الصومال، تحت تاثير الصدمة. يعانون من آثار العواصف الاستوائية التي ضربت تلك المناطق، مطلع الأسبوع الجاري. فحجم الكارثة كان كبيرا، والعواقب قد تكون مدمرة، لأن الأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي شهدها الاقليم أسفرت حتى الآن عن مقتل 140 شخص، لكن هذا العدد مرشح للإزدياد، وقد يصل الى 300 شخص، بسبب استمرار هطول الأمطار في بعض المناطق، ووجود المئات من الأشخاص الذين ما زالو في عداد المفقودين.

أما الخسائر المادية، فحدث ولاحرج، فالمعلومات الأولية تشير إلى تدمير منازل وأبنية وسفن وقرى بكاملها، وفقدان مئات من المواشي وخصوصا الأغنام والابل التي تشتهر بهما تلك المناطق مما يعرض للخطر عائدات عشرات آلاف الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الساحلية.

أحمد حسن، واحد من سكان المناطق التي ضربت العاصفة. ذكر أحمد لإذاعة بي بي سي القسم الصومالي أنه فقد أعز ما كان يملك من الانفس والاموال نتيجة الامطار الغزيرة والسيول العارمة. فقد سبعة أشخاص من أسرته، خمسة من أولاده وأمهم حليمة عمر وأثنان من أبناء أخيه. ووفقا لهذا الرجل لقي  أكثر من 25 مصرعهم في الحي الذي يعيش فيه جراء هذه العاصفة.

ومن المناطق الأكثر تضررا هي عدد من المدن والقرى الساحلية  كمناطق ايل، وبيلا، ودانجورايو، وحافون بالاضافة الي جروي عاصمة ولاية بونت لاند.

واكد خبراء في منظمة الاغذية والزراعة العالمية التابعة للامم المتحدة (فاو) حجم الدمار من دون تحديد حصيلة، لكنهم أشاروا الي أن العواقت قد تكون مدمرة، لأن  بونت لاند منطقة شبه قاحلة ونادرا ما تشهد هطول المطر لكن عندما تمطر وبالكمية التي شهدناها تاتي العواقب في العادة مدمرة.

 الأمطار الغزيرة، والفيضات الجارفة تسببت أيضا الي قطع الطرق الرئيسية التي تربط ميناء بوساسو بالمناطق المنكوبة، وانقطاع شبكات الاتصال وهو ما عقد الأمور واعاق حركة نقل المساعدات التي ترسلها السلطات المحلية والمنظمات الإغاثية الي المتضررين، حيث لا يمكن الوصول الي المناطق المنكوبة الا عن طريق الجو. وهذا قد يستغرق لبعض الوقت، لأن حكومة اقليم بونت لاند ليس بمقدورها في تسيير مثل هذه الرحلات.

 وهناك أيضا مخاوف من هطول أمطار جديدة في المناطق غير الساحلية، حيث، ذكر خبراء الطقس في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، أن “العاصفة التي وصلت إلى منطقة بونت لاند السبت الماضي، تحمل رياحًا مطيرة بشكل غير معتاد، ومن المتوقع هطول مزيد من الأمطار في المناطق غير الساحل”  وقد تستمر هذه الأمطار حتى الأسبوع المقبل.

في الحقيقة، سكان المناطق المنكوبة في ولاية بونت لاند يواجهون كارثة إنسانية حقيقية، فهم بحاجة ماسة الي مساعدات عاجلة، تشمل الغذاء والدواء والخيام. فكثير من هؤلاء السكان يعيشون اليوم في العراء ويفتقرون الي خيام وبطانيات تقيهم من المطر والبرد الشديد الذي يجتاح القرى والمدن القريبة من السواحل.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى