حركة الشباب الصومالية تتوعد كينيا بشن هجمات جديدة

توعدت حركة الشباب الصومالية الحكومة الكينية بالمزيد من الأعمال التي تستهدف مصالحها للرد على قيام قوات كينية مسلحة بالمساعدة على ضبط الأمن إلى جانب السلطة المركزية الصومالية، يتزامن ذلك مع تأكيدها على الطابع الانتحاري الذي حمله منتسبوها في الهجوم على المركز التجاري «ويست غيت» بالعاصمة الكينية نيروبي.

وقالت الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة في أحدث إصدار لصحيفتها على الإنترنت إن المهاجمين كانوا عناصر في «كتيبة استشهاديين (…) إخوة تطوعوا لدخول صفوف العدو وإحداث فوضى قبل أن يقتلهم العدو”.

ولم تحدد الحركة ما إذا كانوا قتلوا بالفعل ورفضت المعلومات الأولية لقائد الجيش الكيني جوليوس كرانجي عن أن المهاجمين حاولوا الفرار.

وجاء في المجلة «كانت لكرانجي الوقاحة للقول إن المجاهدين الساعين إلى الشهادة حاولوا الفرار والهرب من مركز التسوق».

ونشرت المجلة إصدارها الخاص الثلاثاء عبر مواقع حركات متطرفة كرستها لحصار وست غيت الذي استمر أربعة أيام وجاء غداة مثول أربعة متهمين أمام محكمة نيروبي بتهمة «دعم مجموعة إرهابية على علاقة بالهجوم».

ونقلت المجلة عن المتحدث باسم حركة الشباب علي محمد راجي أن «وست غيت ليست معركة، بل رسالة» وأضاف «المعركة الحقيقية قادمة».

ولم تحدد المجلة عدد المسلحين الذي شاركوا في الهجوم أو أسماءهم، لكن الشرطة تعتقد أن عددهم لا يتعدى الأربعة مهاجمين وليس 12 كما ذكرت تقارير أولية.

وتقدم الشرطة الدولية «الأنتربول» المساعدة لكينيا لتحديد هويات أربع جثث يعتقد أنها جثث المهاجمين.

غير أن وسائل إعلام توقعت في وقت سابق هروب المسلحين من وسط فوضى المعركة. وقال الصليب الأحمر الكيني إن نحو 20 شخصا لا زالوا في عداد المفقودين وسط مخاوف من وجود مزيد من الجثث بين أنقاض المركز. وجاء في المجلة أن عملية «ويست غيت» كان الهدف منها توجيه رسالة إلى الكينيين مفادها «اخرجوا من الصومال وأوقفوا تعدياتكم على المسلمين».

 

واتهمت المجلة الحكومة الكينية بالوقوف وراء اغتيال الشيخ إبراهيم إسماعيل رجل الدين المتطرف البارز الشهر الماضي في مدينة مومباسا الساحلية الكينية. ونفت الحكومة باستمرار تلك الاتهامات.

ودخلت القوات الكينية جنوب الصومال قبل عامين لمهاجمة قواعد لحركة الشباب لكنها انضمت فيما بعد إلى قوة الاتحاد الأفريقي التي نشرت في الصومال والبالغ عددها 17.700 جنديا.

وأضافت الصحيفة «بعد تحدي كينيا وإصرارها على البقاء في الصومال يتعين عن الكينيين أن يسألوا أنفسهم متى وأين سيكون الهجوم التالي؟ إلى أي حد أنتم آمنون في كينيا؟». وتابعت «إذا أردتم السلام أخرجوا جيشكم من أراضي المسلمين التي غزوتموها».

وفي سياق متصّل توقعت القوات الأفريقية في الصومال (أميصوم) وسلطات هذا البلد إلحاق هزيمة في الوقت القريب بحركة الشباب الإسلامية بعد النكسات العسكرية التي تكبدتها الحركة مؤخرا وإثر تعزيز القوات الدولية.

ومنذ أن طردتهم قوة الاتحاد الأفريقي في آب/أغسطس 2001، واجه مقاتلو الشباب الإسلاميون الذين يواجهون قوة نيران متفوقة عليهم من القوات الأفريقية، عددا من الهزائم ليتخلوا عن معاقلهم في وسط وجنوب البلاد.

وقال عبد الحكيم حاج محمود وزير الدفاع الصومالي «لم يبق للشباب سوى ساق واحدة وسنبذل كل جهودنا كي نقطعها ونحرر (…) المناطق التي ما زالوا يسيطرون عليها» معتبرا أن «قدرتهم العسكرية (…) أضعفت وهجماتهم «يائسة». وأفاد دبلوماسيون بأن مجلس الأمن الدولي على وشك إقرار إرسال أربعة آلاف رجل إضافي يطالب بهم الاتحاد الأفريقي لتبلغ قوته 22 ألف رجل.

ومع وصول التعزيزات يتوقع أن تكثف القوة الأفريقية هجماتها على آخر المعاقل الشبابية في جنوب الصومال وخصوصا ميناء براوي (200 كلم جنوب غرب مقديشو) وبرديرا معقلهم في منطقة جيدو وهما بلدتان تسكن فيهما حوالي ثلاثين ألف نسمة.

ويقول متابعون للشأن الصومالي إن مقاتلي حركة الشباب قد قاموا بتغيير طرق قتالهم بتخليهم عن المعارك التقليدية والتركيز على حروب العصابات خاصة مع التفوق الكبير.

وقد هاجموا في الفترة الممتدة بين أبريل ويونيو الماضيين محكمة في مقديشو ومجمعا تابعا للأمم المتحدة ويفترض أنه كان يخضغ لإجراءات أمنية مشددة مستخدمين في كل مرة آليات مفخخة مقتحمة وانتحاريين ومقاتلين يحملون متفجرات.

وأفاد تقرير نشرته مؤخرا مجموعة الأمم المتحدة للسيطرة على الصومال، بأن حركة الشباب أنشأت جهاز استخبارات (أمنيات) قويا يشرف عليه بصرامة القائد الأعلى للحركة أحمد عبدي جودان.

من جانب آخر يشير مراقبون إلى أن الخيار العسكري لا يمكن أن يحجب المفاوضات الضرورية.

إلى ذلك رفعت كينيا حالة التأهب بين صفوف الشرطة وقوات الأمن بعد ورود أدلة قوية على أن جماعة الشباب الإسلامية المتشددة الصومالية تعتزم شن هجمات في البلاد. وتوعدت حركة الشباب بالانتقام من إثيوبيا لإرسالها قوات إلى الصومال لمحاربة متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة إلى جانب قوات تابعة للاتحاد الأفريقي من أوغندا وبوروندي وكينيا.

وكان الرئيس الصومالي قد تعهد السبت بمواصلة جهوده لإحلال السلام والأمن في بلده غداة الاعتداء الأخير الذي جد في وسط مقديشو وأودى بحياة أربعة أشخاص على الأقل ونسب إلى حركة الشباب الإسلامية.

نقلا عن مجلة العرب

 

زر الذهاب إلى الأعلى