ماهي الشركات الأجنبية المتعاونة مع الحكومة الصومالية ؟

خلال هذا العام ، تتعاقدت الحكومة الصومالية مع شركات أجنبية، تتولي مهام مختلفة، تشمل اعادة الاعمار، والتنمية وترويج الحكومة، وتحسين صورتها أمام العالم، لإقناع الدول المعنية بالشأن الصومالي، أن الحكومة الجديدة، تختلف عن الحكومات الانتقالية التي عرف بالفساد والخلافات المتكررة بين القيادات العليا.

هذه الشركات التي معظمها من الدول الغربية، البعض منها يعمل في العلن، ويقوم بإدارة قطاعات حيوية في الدولة، مثل قطاعي النقل، والاقتصاد وآخرى تعمل في الخفاء، تحت غطاء ومسميات تبدو وهمية، وتعمل غالبا في قطاع الأمن.

ومن أبر  الشركات المتعاونة مع الحكومة: 

 شركة فافوري التركية ( Favori LLC)

إنها واجهة لشركتين  تركيتين  “جتين” و”قاردشلر” للبناء. وتم تأسيسها حديثا. حصلت في 15 سبتمبر2013 على عقد من الحكومة الصومالية لإدارة وتشغيل مطار أدم عدي الدولي بالعاصمة مقديشو لمدة عشرين عاما.

اتفق الجانبان الصومالي والتركي على أن تكون مهمة تشغيل المطار من خلال نظام البناء والتشغيل ونقل الملكية الذي يُعرف اختصارا باسم”(B.O.T  ).

وتعريف النظام هو ” النظام الذى يتم بموجبه تمويل المشروعات الاستثمارية سواء كانت عامة أو خاصة، وإنشائها، وإدارتها، وصيانتها من قبل القطاع الخاص، الذى قد يكون شركة خاصة واحدة ، أو عدة شركات خاصة محلية أو عالمية، تعمل من خلال شركة المشروع، التى تتعهد بإنشاء وتنفيذ، وإدارة، وصيانة المشروع لفترة زمنية معينة هى فترة الامتياز الممنوحة من قبل الدولة المضيفة، وتمكن هذه الفترة شركة المشروع من استرداد ما تكبدته من تكاليف فى المشروع، بالإضافة إلى تحقيق نسبة مرضية من الربح، بعدها تقوم شركة المشروع بنقل ملكية أصول المشروع للدولة المضيفة، وهى فى حالة جيدة دون قيدأو شرط”.

وقع الجانبان التركي والصومالي على العقود الرئيسية والتكميلية للاتفاقية بعد مفاوضات مع مسؤولي وزارتي النقل والمالية الصوماليتين. شارك في حفل التوقيع على العقود من الجانب الصومالي وزير النقل محي الدين محمد كالموي ومن الجانب التركي في مقديشو قاني طورون ومنسق وكالة التعاون والتنسيق التركية في الصومال عبدالوحد كوكداغي، ونائب الرئيس المسؤول عن أعمال الوكالة في منطقتي أفريقيا والشرق الاوسط ثريا بولاط، ونيابة عن شركة فافوري كل من سليمان قوزو أوفا وأحمد جتين.

 شركة بيرو فيريتاس

تم إنشاؤها في عام 1828، وهي شركة عالمية  في  الاختبار والتفتيش واصدار الشهادات ( TIC).

وتقوم الشركة بمجموعة من الخدمات، وتشمل هذه الخدمات فحص البضائع ، واختبارها، واصدار شهادات الترخيص، وادارة المخاطر، وتوفير الخبراء، وخدمات الاستشارات والتدريب.

ولهذه الشركة فروع في دول كثيرة في العالم.

 وكذلك تقدم شركة فيريتاس انترناشونال مشورات متخصصة في الأمن البحري .

وتقوم أيضا بحراسات لليخوت العملاقة والسفن الفاخرة

أبرم الصومال في عام 2009  اتفاقية مع شركة بيرو فيريتاس  لتنفيذ برامج التفتيش ما قبل الشحن على جميع البضائع التي تدخل البلاد.

الحكومات التي مرت بالبلاد تحدثت عن هذه الاتفاقية وعن التوقيت التي يجب تنفيذها في أكثر من مناسبة وفي صور مختلفة.

فقد أعلن وزير التجارة في حكومة الرئيس السابق شيخ شريف، عبدالرشيد محمد عيرو عام 2009 عن تعاون جرى بين وزارة التجارة وشركة بيرز فريتاس، وتقوم الشركة بموجب هذا التعاون بتفتيش البضائع التي تدخل في البلاد.

وحدد الوزير 30 يوليو موعدا لتطبيق مقررات هذا التعاون مطالبا جميع الشركات الصومالية الاتصال مع مكاتب شركة بيرو فريتاس في المطار والميناء بالعاصمة مقديشو.

وفي مطلع شهر اغسطس الماضي، المتحدث الرسمي باسم الحكومة رضوان حاج أعلن في مؤتمر صحفي عقده في مقديشو عن موافقة مجلس الوزراء على الاتفاقية التي أبرمتها حكومة شيخ شريف مع شركة بيرو فريتاس.

وفي نهاية شهر أكتوبر المنصرم صرح وزير التجارة والصناعة الحالي محمود أحمد حسين في مؤتمر عقده بالعاصمة مقديشو أن الاتفاق الذي جري بين الحكومة وشركة بيرو فريتاس سيدخل حيز التنفيذ  في شهر نوفمبر (الجاري) أو ديسمبر القادم.   

شركة برايس ووترهاوس كوبرز

برايس ووترهاوس كوبرز أو PwC تعتبر واحدة من أكبر شركات الخدمات المهنية في العالم. تم تأسيسها في لندن سنة 1998 إثر اندماج برايس وتر هاووس مع كووبر وليبراند. وهي تعتبر أيضا واحدة من  الشركات الأربعة الكبار بالإضافة إلى إرنست ويونغ وديلويت توش توهماتسو وكيه بي إ.

تعاقدت الحكومة الحالية – وفقا لتصريحات صحفية أدلى بها المتحدث الرسمي باسم الرئاسة عبدالرحمن يريسو- مع شركة (برايس ووترهاوس كوبرز)، لمراقبة المساعدات المالية التي تحصل عليها الحكومة من قبل المانحين. ولم يتسنى لي الوقوف على تاريخ الاتفاق الجديد الذي جرى بين الشركة والحكومة الحالية  .

لكن تعود بداية الصفقة الي أيام حكومة شيخ شريف التي تعاقدت مع شركة برايس وترهاوس كوبرز استجابة لمطالب قدمتها الجهات المانحة للحكومة الانتقالية بإنشاء نظام مصرفي يراقب تحويل الأموال.

ووقع الاتفاق وزير المالية السابق شريف حسن في نيروبي في 09 يوليو 2009 وحضر حفل التوقيع ممثلون من شركة برايس ووترهاوس كوبرز.

وكان من مهام الشركة جمع الأموال ووضعها في حساب خارج الصومال والمشاركة في ادارة النفقات الحكومية عبر ضبطها.

وتحصل شركة برايس ووترهاوس كوبرز، ما بين 2 و 4 في المائة على الأقل من الأموال التي تقوم بمراقبتها مقابل الخدمة.

أما الحكومة الحالية لم تعلن رسميا عن تعاقدها مع شركة برايس وتر هاوس كوبر لكن نهاية سبتمبر الماضي أكد المتحدث باسم الرئاسة عبدالرحمن يريسو للقناة محلية( تلفزيون الصومال) على تعاون الحكومة مع الشركة لإدارة الأموال التي تحصل الحكومة من الدول المانحة. وبرر المتحدث ذلك من أجل طمأنة الجهات المانحة الدولية.

وأوضح عبدالرحمن يريسو أن بموجب الاتفاق تحصل الشركة على 4% في المائة على الأقل من الأموال التي تقوم بمراقبتها نافيا المعلومات التي تقول أن الشركة ستحصل مقابل خدمتها على 28% .

 شركة  Soma Oil and Gas

تعاقدت الحكومة في 09 اكتوبر مع شركة ” Soma Oil and Gas” البريطانية للتنقيب عن النفط في الأراضي الصومالية.

جاء الاتفاق خلال مؤتمر عقد في العاصمة البريطانية لندن في أغسطس الماضي، شارك فيه وفد من الحكومة الصومالية برئاسة وزير الخيرات عبدالرزاق عمر محمد وممثلون من شركة ( Soma Oil and Gas) البريطانية .

 شركة ( Soma Oil and Gas ) تم تأسيسها حديثا ومقرها في لندن. وأسسها الرئيس السابق لحزب المحافظين البريطاني اللورد مايكل.

وخلال المؤتمر الذي عقد في لندن قال روبيرت شيبارد مدير الشركة أن الإتفاقية تعتبر فرصة ثمينة لاستثمار النفط في الصومال.

تدور العديد من التساؤلات حول الدور البريطاني في الصومال خاصة بعد تعيين مبعوث أممي إلى الصومال بريطاني الجنسية وبعد الزيارة التي قام بها لوزير الخارجية البريطاني وليم هيج إلى مقديشو نهاية ابريل الماضي.

 شركة أتلانتيك مارين اند اوف شور غروب

في 09 اغسطس2013  أبرمت الصومال عقدا مع شركة أتلانتيك مارين اند اوف شور غروب. وهي شركة عريقة ومقرها في هولندا.

و كلفت الحكومة الشركة بتشكيل قوات خفر سواحل لمكافحة القرصنة وإحكام سيطرتها على مياه الصومال الإقليمية وموارده البحرية.

أعلنت الرئاسة في بيان أن الشركة “ستبني وتشرف وتسير أسطولا من خفر السواحل” لكنها لم توفر تفاصيل حول حجمه وقدراته ومهلة إنشائه أو الشق المالي للاتفاق.

كما ان الشركة مكلفة أيضا بمراقبة الأمن في المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الحصرية وأمن الموانئ والتجارة البحرية والحؤول دون إلقاء النفايات السامة في البحر والإغاثة ومكافحة كل أنواع التهريب.

 شركة أنجلو أراب” القابضة

شركة دولية لوساطة التأمين، تغطى خدمات تأمين الممتلكات والأموال والسرقات وحوادث القرصنة ومقرها في الأردن.

في 29 أكتوبر 2013  منحت شركة (أنجلو أراب) القابضة لوساطة التأمين (ايه ايه آى بي)، احدى الشركات الرائدة في المنطقة في مجال استشارات ووساطة التأمين وادارة المخاطر، ترخيصا لممارسة أعمالها في الصومال كأول شركة دولية متخصصة في وساطات التأمين المتعددة في الصومال.

وتقوم شركة “أنجلو أراب” القابضة بتوفير حلول ومنتجات وسطاء تأمين واستشارات متقدمة لزبائنها وشركائها وتوجيههم فيما يتعلق بالإجراءات والمطالبات والتسويات القانونية وسياسات التعامل مع العملاء والحصول على أسعار تنافسية من مزودي خدمات التأمين في الأسواق التي تعمل فيها.

 شليمان روجرز

وهو مكتب للمحاماة والاستشارات القانونية ومقره في الولايات المتحدة الأمريكية

كشفت قصة هذا المكتب لأول مرة عندما حصلت صحيفة الشرق الأوسط عام 2010 على مجموعة أوراق ومستندات من مكتب الرئيس الصومالي السابق، الشيخ شريف شيخ أحمد.

كانت المستندات تتحدث عن سعي الرئيس شريف الي التعاون مع مكتب خدمات شليمان روجرز لاسترداد الأموال الصومالية التي جمدت عقب انهيار نظام حكم الرئيس محمد سياد بري عام 1991.

ومن بين المستندات، التي حصلت (الشرق الأوسط) على نسخة منها، رسالة موقعة من مكتب الخدمات الأميركي (شليمان روجرز)، تتضمن تحديد أتعاب المكتب بنحو50  ألف دولار شهريا، والحصول على نسبة 3.5% من أي ممتلكات صومالية ينجح المكتب في استعادتها.

أما علاقة الحكومة الحالية مع هذا المكتب غير واضحة، الا أن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة عبدالرحمن يريسو أشار في مقابلة مع قناة الصومال المحلية الي وجود تعاون بين الحكومة ومكتب  خدمات قانوني امريكي، ودون أن يسميه. وأوضح الوزير أن الحكومة، كلفت هذا المكتب بالدفاع قانونبا عن الحكومة ضد تهم الفساد الموجهة اليها من قبل الامم المتحدة.

وقد نشر أيضا في بعض المواقع الصومالية معلومات تتحدث عن ملفات فساد تورط فيها مسؤولون من الحكومة الحالية، وورد في هذه الملفات أسم مكتب شليمان روجرز لكن من الصعوبة بمكان التأكد من صحة هذا المعلومة.

 شركة البيرق التركية

نهاية أكتوبر الماضي أعلنت الحكومة الصومالية عن تعاقدها مع شركة البيرق التركية التي تتولي إدارة ميناء مقديشو. وسيستمر العقد الذي أبرمته الحكومة مع الشركة لمدة 20 سنة.

وتتولى شركة البيرق أيضا مسؤولية إدارة عمليات التصدير والاستيراد للميناء.  

ومن المقرر أن تقوم الشركة باعادة بناء وتطوير الميناء الذي يعد أهم مورد اقتصادي للحكومة الصومالية.

ولم تعلن الحكومة عن تفاصيل كثيرة حول نظام العقد وكيفية تقاسم الأرباح.

 شركة بلاك ووتر

وهي شركة تقدم خدمات أمنية وعسكرية. وهي من أكبر الشركات الأمنية الخاصة في الولايات المتحدة. وتعمل غالبا في البلدان التي تشهد اضطرابات أمنية.

مطلع 2011 ترددت معلومات تتحدث عن دخول الشركة الصومال بعقود مع الحكومة الانتقالية آنداك، لتدريب الجيش الصومالي على قتال القراصنة والمليشيات الإسلامية. لكن المؤكد أن مؤسس الشركة إيرك برينس كان له علاقة مع شركة ساراسين التي حصلت عقودا من الحكومة الانتقالية التي كان يرأسها عبدالرشيد شرماركي لتدريب عناصر من الشرطة الصومالية.

وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية آنذاك، فيليب كراولي: “نحن على علم بأن شركة ‘سارسين’ تسعى للحصول على عقود في الصومال، وندرك أن إيرك برينس قد يكون على صلة بهذا الأمر بطريقة أو بأخرى، ولكن الحكومة الأمريكية ليس لها علاقة بالشركة ولم تتصل ببرينس على الإطلاق.”

 وشركة سارسين هي شركة غامضة من جنوب إفريقيا يديرها ضابط سابق من مكتب (العملية المدنية المشاركة) وهي قوة سيئة السمعة من عهد الفصل العنصري كانت تقتل المعارضين لحكومة الأقلية البيضاء.

في هذه المرحلة لا توجد أنباء رسمية، أو موثوقة تؤكد على وجود هاتين الشركتين في الصومال الا حركة الشباب الصومالية لا تزال تصر على وجود شركات أجنبية  تعمل في مقديشو ومناطق أخرى، ولها مقرات في مركز (حلني)، أكب قاعدة للقوات الأفريقية في الصومال.

المصادر:

1-    كتاب حقيقة نظام التشغيل والبناء ونقل الملكية

2-    موقع شركة بيرو فيريتاس

3-    موقع قناة الصومال

4-    ويكيبيديا

5-    صحيفة الشرق الأوسط

6-     وكالة جيهان التركية

7-     مجموعة بيرو فريتاس العالمية  182 سنة في مجال الجودة والمطابقة

8-    موقع شليمان روجرز

9-  مواقع أخرى

 

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى