بوادر  انفراج لأزمة الإنتخابات الصومالية

  يلوح في الأفق بوادر انفراج لإنهاء الخلاف السياسي بين الحكومة الفيدرالية وقوى المعارضة حول الإنتخابات  2020-2021  رغم اعلان الحكومة الفيدرالية عن فشل المساعي لإنهاء الخلاف بين الطرفين وعزمها على المضي قدما في اجراءات العملية الإنتخابية دون التنسيق مع القوى الأخرى.

تجري وراء الكواليس مساعي حميدة لتقريب وجهات النظر وتجاوز  أكبر العقبات التي تعتري طريق اجراء انتخابات توافقية  قبل انتهاء فترة ولاية الرئيس محمد عبد الله فرماجو التي لم تبق منها سوى أقل من شهر ، تغليبا للمصلحة العامة على المصالح الشخصية  وتأكيدا على ضرورة المحافظة على الانجازات المحرزة خلال الأعوام الماضية.

هناك توقعات بأن تتوصل الأطراف الأساسية في المشهد السياسي الصومالي إلى  إطار عام يسمح اجراء الإنتخابات في موعدها والشروع في عملية  اختيار نواب البرلمان وضمان مشاركة جميع المرشحين في السباق الرئاسي المتوقع اجراؤه الشهر المقبل.

يقود المساعى السياسية الجارية رؤساء ولايات هيرشبيلي،  وجنوب غرب الصومال، وجلمدغ، ويحاولون اقناع  تحالف المرشحين للإنتخابات الرئاسية  بالعدول عن فكرة مقاطعة الإنتخابات وعدم اللجوء لخيارات أخرى قد تودي إلى تقويض الجهود الجارية لإعادة بناء المؤسسات الوطنية وارساء قواعد الديمقراطية في البلاد ،  ومساعي هؤلاء الرؤساء جاءت بعد فشل مفاوضاتهم مع  نظرائهم في بونت لاند وجوبالاند لحثهم على الإنضمام إلى مسار   العملية الإنتخابية التي  تقودها الحكومة المركزية ، وارجاء خلافاتهم مع الرئيس فرماجو والحكومة المركزية  إلى ما بعد الانتخابات.

وفي موازاة ذلك يبذل رئيس الوزراء  محمد حسين روبلي جهودا لا فتا لترطيب الأجواء وضمان اجراء انتخابات توافقية تحظى برضى غالية قوى المعارضة، حيث كان يستقبل  في مكتبه خلال الأيام الماضية  عددا من المرشحين   للإنتخابات الرئاسية.

ووفق المعطيات والمؤشرات يمكن  أن تكلل تلك الجهود بإبعاد شبح العنف عن المشهد السياسي الصومالي  وفتح المجال واسعا لخيارين أحدهما إجراء انتخابات ذات مصداقية   قبل  8 فبراير موعد انتهاء المدة القانونية لولاية الرئيس فرماجو ، والثاني تأجيل الإنتخابات وتمديد فترة ولاية الرئيس فرماجو، لأن الخيار البديل لا يكون لمصحلة الشعب الصومالي ويقود البلاد نحو مسار مجهول وإلى وهدة مليئة بالأزمات والفوضي السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى