لماذا فشل الهجوم الأمريكي ضد حركة الشباب في الصومال؟

ذكرت صحيفة فولكس كرنت الهولندية، أن الهجوم الأمريكي على منزل لأحد قيادات حركة الشباب الإسلامية في مدينة براوي الصومالية قد إنتهى بالفشل، وعادت قوات النخبة التي نفذت الهجوم الي بلادها بخفي حنين. وتسائلت الصحيفة في تقرير لكاتبة هولندية، ما الخطأ الذي حدث؟

قالت الصحيفة أن غياب عنصر المفاجاة، ووجود عدد من النساء والأطفال في الموقع المستهدف كانا السبب الرئيسي وراء فشل العملية العسكرية التي نفذتها قوات النخبة الأمريكية الأسبوع الماضي في مدينة برواي الساحلية جنوب مقديشو، لإعتقال عضوز بارز من حركة الشباب الصومالية.

ذكرت الصحيفة أن القوة المهاجمة فوجئ باطلاق نار كيثف من قبل حراس المبني الذي كان يسكنه القائد الشبابي عبد القادر محمد عبد القادر الكيني الجنسية. واضافت “ ذهب عنصر المفاجأة ، وكان هناك اطلاقنار كثيف حيث استيقظت البلدة كلها”.

 ونقلت عن شاهد عيان رفض الكشف عن اسمه قوله ” أن مجموعة من القوة المهاجمة، كانت تتألف من ستة عناصر دخلت المنزل، بينما بقيت ستة آخرون في الخارج. وفور دخول المجموعة الأولي المنزل، واجهت بوابل كثيف من النيران من قبل مليشيات الحركة، لكنها اصرت على محاولتها لاقتحام غرف المبنى غرفة تلو غرفة بحثا عن صيدهم الثمين. وعندما حصل حراس المنزل على تعزيزات من البيوت المجاورة، تدهور الوضع، مما اضطر قوات النخبة الأمريكية الي الانسحاب”.

شارك عملية الهجوم 20 جنديا من قوات الكومندوز الأمريكية على متن قارب سريع،  ولما وصلوا الشاطئ، تفرقوا الي مجموعتين، ثلاثة زواق بقيت في الساحل، وكانت مهمتهم حماية المهاجمين من الخلف ونقل المطلوب الي سفينة في عرض البحر، بينما ذهبت المجموعة الأخرى لمهاجمة المنزل.

وقالت الصحيفة، “مرة واحدة هاجمت القوة الخاصة على المنزل لتفاجأ المقاتلين الأجانب فيه “. مضيفة “ان سكان المدينة فوجئوا بوجود عناصر أجانب داخل الموقع الذي تعرض للهجوم، حيث قالت فاظمة شيخ التي تسكن جوار المنزل ” كنت أرى كل يوم مقاتلين يدخلون ويخرجون من المنزل، لكن لم أكن أتوقع أن رجلا بهذه الأهمية يسكن في هذا المكان”.

وأكدت الصحيفة، أن الرجل، المطلوب كان في المنزل وقت الهجوم، بالرغم نفي من الحركة ذلك، وقالت : “شاهد أفراد من القوة المهاجمة المدعو عبدالقادر محمد عبر نافذة الغرفة، وكان محصنا من الخلف، وكان عدد من النساء والأطفال يمشون بين المقاتلين. وهذا ما دفعت القوات الأمريكية الي عدم استهداف القائد، للحيلولة دون تعرض حياة الأطفال والنساء للخطر.

وتابعت الصحيفة قائلة، أن القوة الأمريكية أصبحت في موقف حرج، عندما رأت تواجه مئات من المقاتلين جاءوا من انحاء متفرقة من المدينة لمناصرة القائد المستهدف، وسط عدد كبير من النساء والأطفال، وقررت الأنسحاب كي لا يقع ضحايا في صفوف المدنيين.

في الساعة الثالثة صباحا أمر قائد العملية  بالانسحاب ، وعادت قوة النخبة التي نفذت الهجوم الي قواعدها على متن القارب الذي كانت ينتظرها في الساحل، مخلفة ورائها قتلى وجرحى في صفوف المقاتلين، وذلك حسب قول الصحيفة.

واضافت أن الحارس الشخصي للرجل المطلوب، عبدالقادر محمد قد قتل في الهجوم.

وبعد إنتهاء العملية، قامت حركة الشباب بدفع مقاتلين وسيارت مصفحة ومضادات للطائرات الي الساحل، كما بدأت بتسيير دوريات في شوارع مدينة براوي التي تعتبر من أهم معاقل الحركة في جنوب الصومال.

فهذه ليست المرة الأولي التي تفشل عناصر الكومندوز الغربية في اعتقال مطلوبين أو تحرير رهائن غربيين. وفي يناير 2013 فشلت عملية كومندوز فرنسية في تحرير الرهينة دوني أليكس، عميل الاستخبارات الفرنسية الخارجية حيث قتل الرهينة وعنصر من الكومندوز خلال العملية.

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى