عاش العلم رمز الوطن

 قبل يوم، أقام رئيس الوزراء الصومالي عبد فارح شردون حفل الذكرى التاسعة والخمسين لرفع العلم على أرض الصومال.

لأجل هذا نودّ أن نشترك معكم نبذة مختصرة عن تاريخ علمنا الحبيب، تحية لذكراه.

فعلم الصومال تم رفعه لأول مرة في الصومال في الثاني عشر من شهر أكتوبر عام 1954م، وكان مرفوعاًً عندما كان الصوماليون تحت الإستعمار البريطاني والإيطالي.

و قام بتصميمه المرحوم “محمد عوالي ليبان”  الذي كان مقدراً له أن يمثل كل الأراضي الصومالية، و قد استخدم العلم لتمثيل جمهورية الصومال الديموقراطية في أعقاب توحيد شطري الصومال البريطاني و الصومال الإيطالي في 1 يوليو 1960م.

و في الأشهر الأولى من عام 1954 أجتمع المجلس التشريعي الصومالي بحضور ممثلين عن الشعب الصومالي و الأمم المتحدة و إيطاليا لوضع كافة التشريعات و القوانين و ذلك حتى يتسنى إقامة دولة و حكومة منظمة قبل إعلان الاستقلال الذي كان مقرراً له عام 1960م، و كان موضوع العلم الصومالي مطروحا على أجندة اجتماعات المجلس التشريعي، و عند طرح الموضوع للنقاش أصر المرحوم “محمد عوالي ليبان” على أن يحضر المناقشة ممثلو الشعب الصومالي فقط؛ لأن هذا الأمر شأن داخلي بالكامل و هو الطلب الذي وافق عليه أعضاء المجلس التشريعي بالإجماع ووقع اختيار الأعضاء على المرحوم “محمد عوالي ليبان” نفسه ليضع تصميما للعلم المنتظر و الذي قدمه لأعضاء المجلس التشريعي في اليوم التالي.

وفقاً لمحمد علي ليبان نفسه فإن اللون الأزرق قد اختير ليكون مماثلا للون علم الأمم المتحدة و ذلك للتعبير عن امتنان الشعب الصومالي للدور الذي لعبته الأمم المتحدة حتى تنال الصومال استقلالها، أما اللون الأبيض الذي رسمت به النجمة في وسط العلم فهو للتعبير عن السلام و الرخاء والنجمة الخماسية فهي تدل على المناطق الخمسة التي يتواجد بها الشعب الصومالي و هي: الصومال البريطاني و الصومال الإيطالي و الصومال الفرنسي (جيبوتي) و إقليم الصومال الغربى و المقاطعة الحدودية الشمالية أنفدى .

ويطلق على العلم الصومالي اسم “Azure, a mullet Argent” و الذي يعني بالإيطالية: “الأزرق السماوي و الفضي البوري” في إشارة للألوان المستخدمة في العلم الصومالي.

يوم العلم

يحتفل بيوم العلم في الصومال في 26 يونيو من كل عام و هو يوافق ذكرى رفع العلم الصومالي لأول مرة على الأراضي الصومالية و تحديدا فى مدينة هرجيسا في 26 يونيو 1960 و ذلك بعد انسحاب القوات البريطانية من المدينة ورفع العلم رسمياً أمام الشعب الصومالى كله فى عاصمة الوحدة مقديشو فى 1 يوليو 1960م.

وكنا نقرأ كل صباح، ونحن في المرحلة الإبتداية، نشيدة العلم حبا للوطن:

 عاش العلم  رمز العلا رمز الوطن           عندي أنا غالي الثمن  قولوا معي عاش العلم

ولكن هذه النشيدة لم تعد اليوم موجودة في مدارسنا، وخلت عن مناهج التعليم في البلاد، لأسباب غير معروفة، وحلت محلها أناشيد أخرى. وهذا الأمر لعب دورا في غياب أو ضعف روح الوطنية في نفوس الصوماليين.

بما لا يختلف فيه اثنان أن أبناء الوطن الصومالي خاصة الذين ترعرعوا في ظل الحرب الأهلية مالهم دراية بمايسمى برمز الأمة أو العلم. وفوق ذلك، يوجد فئة منهم تسعى لتبديله وتغييره، ولذا يجب علينا أن نربي الأجيال بحب الوطن وإعلاء رموزه أياً كانت وهذا جزء أو سعي حثيث من برنامج إعادة الهوية الصومالية.

 

إبراهيم أبوبكر محاد

زر الذهاب إلى الأعلى