سفن الموت

20 ألف مهاجر غير شرعي قضوا خلال 20 سنة في رحلات الوصول بحرا إلى أوروبا

تقول المنظمة الدولية للهجرة، ومقرها جنيف، إن 20 ألف مهاجر غير شرعي لقوا حتفهم، خلال السنوات العشرين الأخيرة، وسط أمواج البحر المتوسط، معظمهم في السنوات الأخيرة، حيث تسارعت الرحلات غير الشرعية التي تنظمها «مافيا» بحرية تتلقى آلاف الدولارات من مهاجرين يائسين من دول البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، بمن فيهم لاجئون سوريون وفلسطينيون مقيمون في سوريا وهاربون من مصر. يحلم هؤلاء بتسفيرهم إلى أوروبا، بلاد الأحلام، في رحلة جنونية محفوفة بالمخاطر والعواصف، تستغرق نحو عشرة أيام يقتاتون خلالها الخبز فقط.

لم تفلح جميع الصيحات الدولية ومحاولات المسؤولين على جانبي المتوسط، والإجراءات التي تتخذ من هنا أو هناك، في الحد من الظاهرة. وشهد الشهر الحالي وحده عددا من الحوادث المرعبة، بغرق قوارب كانت تنقل نحو 500 مهاجر، وصلت قواربهم إلى شواطئ قريبة من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التي تبعد 113 كيلومترا عن تونس، فانقلبت في البحر بسبب الأجواء المناخية السيئة والعواصف والرياح العاتية، ومات منهم مائتان.

وفي الشهر نفسه غرق 360 مهاجرا على بعد 500 متر فقط من الشاطئ، بعد أن توقف محرك القارب القديم فأشعل القبطان النار في بطانية كي يلفت الأنظار، لكن النار انتشرت في القارب كله وأجبرت الركاب على القفز في ماء البحر وأغلبهم لا يعرف السباحة، فغرقوا على الفور. ووصف بابا الفاتيكان تلك الحادثة بأنها مصيبة.

وتكرر الحادث مرة أخرى بعد يومين من الحادث الأول، وغرق العشرات من الضحايا. ورصدت قوات خفر السواحل الإيطالية على بعد 8 كيلومترات من لامبيدوزا قاربا يقل 210 أشخاص من سوريا وإريتريا والصومال، بينهم 36 طفلا و32 امرأة، وقد استخدم الركاب هاتفا نقالا لإرسال إشارات استغاثة، كما اهتدت الدوريات الإيطالية إلى قارب آخر تم إنقاذه وفيه 80 مهاجرا من نيبال وبنغلاديش ونيجيريا، منهم 10 نساء أربع منهن حوامل.

هزت هذه الأحداث حكومة إنريكو ليتا الإيطالية، والاتحاد الأوروبي، فقام رئيس الوزراء الإيطالي برفقة خوسيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية، بزيارة الجزيرة. وقال باروزو إنه مصدوم لرؤية التوابيت «فرؤيتها أمام العين تختلف عن رؤيتها أمام شاشة التلفزيون». ووعد ليتا بإقامة جنازة رسمية للضحايا.. أما باروزو فأعلن في منتصف الشهر الحالي أن إيطاليا ستحصل على 30 مليون يورو (ما يزيد على 40 مليون دولار) للمساعدة في زيادة عدد الدوريات البحرية والجوية في البحر المتوسط ما بين قبرص وإسبانيا، ودعم إدارة الأمن الأوروبية لتكتشف القوارب القادمة إلى الشواطئ الإيطالية.

كما لو أن الحكومة الإيطالية لا تكفيها مشاكلها هذه الأيام فأضافت إليها أزمة المهاجرين غير الشرعيين، وغرق قواربهم وموت المئات منهم، لتضيف عبئا على أعباء تثقل كاهل رئيس الوزراء إنريكو ليتا.

قامت المظاهرات الصاخبة في روما في عطلة نهاية الأسبوع الماضي بعد الإضراب العام الذي سبقها بيوم واحد، وأعلنت حالة الحصار في وسط العاصمة الإيطالية، بينما كان المتظاهرون يصطدمون بالشرطة والدرك أمام وزارة الاقتصاد ويجرحون 20 منهم وهم يهتفون «يسقط قانون بوسي – فيني حول الهجرة»، و«يا للعار»، ثم يصيحون «أوقفوا التقشف.. ضربنا الخيام في الساحات وسنهاجم قصور السلطة.. يكفيكم تهريجا».

فروما تعيش حاليا جوا من التوتر. رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني حاول إسقاط الحكومة الائتلافية الحالية وفشل، بل سبب الانقسام في حزبه اليميني وحكم عليه القضاء بعدم صلاحيته لتولي أي منصب عام لمدة سنتين، مما هدد حكومة الائتلاف بين اليمين واليسار بإمكانية الانهيار.

والأزمة المالية تتفاقم رغم الوعود البراقة، وحالة الانكماش الاقتصادي تدفع البلاد إلى حافة الهاوية مع ازدياد الدين العام إلى حد خطير. وشركة الطيران الإيطالية «أليطاليا» على وشك الإفلاس، وميزانية عام 2014 مكروهة لدى رجال الأعمال والنقابات العمالية على حد سواء.

فوق هذا كله يتزايد عدد القوارب والسفن الصغيرة التي تنقل المهاجرين غير الشرعيين من دول البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، ويزداد عدد الموتى والهالكين. وبعد أسبوعين من هذا الكلام لم تقم الجنازة، وتناست الحكومة وعودها، وانتهت رحلة المهاجرين المعذبين بالموت مرتين، الأولى بموت الأمل الذي بدأوا فيه الرحلة القاسية، والثانية أن 85 من الأموات الغرقى دفنت جثثهم من دون جنازة ومن دون اسم بل من دون رقم في مقبرة خارج مدينة اغريجنتو بجزيرة صقلية التي تتبع لها إداريا جزيرة لامبيدوزا الصغيرة وسكانها الذين لا يتجاوز عددهم 4500 نسمة.

المسؤول عن المقبرة سالفاتوري دانا قال إن الحكومة لم تبعث حتى بممثل لها، مما يثبت ذروة عدم الاكتراث الحكومي بعد أيام من ذرف الدموع الكاذبة. ودفنت 200 جثة أخرى في مناطق متعددة في جزيرة صقلية. ويضيف بقوله «ما زلت أرى بعيني ست شاحنات نقلت الجثث الملقاة فوق بعضها». أما عمدة لامبيدوزا جوزي نيكوليني فتقول «لم تصلنا أي تعليمات من روما، ولو علمنا أن مصير الغرقى سيكون بهذا الشكل لأقمنا لأولئك المساكين جنازة هنا.. ما جرى ليس إنصافا للضحايا من إريتريا والصومال وسوريا، فأغلبهم في مقتبل العمر.. ووضعت جثث طفل وامرأة حامل وزوجين مع جثث 11 مهاجرا». وأردفت «زوار المقبرة هنا يضعون الزهور على قبور أحبائهم ولا أحد يلتفت إلى قبور المهاجرين في الحوادث السابقة أو يصلي لهم طلبا للغفران والرحمة سوى بضعة زوار من إريتريا يتمتمون بعبارات الأسى».

وفي روما تجمع أفراد من الجاليتين الإثيوبية والإريترية أول من أمس، لتأبين مهاجرين غرقوا في زورق في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. حملوا الشموع واللافتات، التي كتب على إحداها «احترموا معاهدة دبلن»، في إشارة إلى قانون الاتحاد الأوروبي المتعلق بطالبي حق اللجوء. وكتب على أخرى «قتلى لامبيدوزا سيبقون في قلوبنا».

وقالت أنا، وهي إثيوبية حضرت حفل التأبين «نشعر بالكثير من الألم والغضب». وردت على سؤال عما إذا كانت تعتقد أن إيطاليا قدمت ما يكفي من المساعدة للمهاجرين قائلة «الناس تصرفوا بشكل رائع، لكن المسؤولين عن هذه الأمور لم تكن استجابتهم مناسبة». وأضافت «لامبيدوزا كانت تمثل الأمل لهؤلاء، لكنها أصبحت مقبرة للعديد من الناس.. إننا لا نريد أن يحدث ذلك مرة أخرى». ولتجنب المزيد من الكوارث تعمل إيطاليا عن كثب مع دول الاتحاد الأوروبي على مراقبة البحر. ورغم أن إيطاليا نشرت حتى الآن سفينة برمائية تحمل مستشفى عائما وطائرات هليكوبتر تطير لمسافات بعيدة وخمس سفن تابعة للبحرية، وطائرة مجهزة بأجهزة رؤية ليلية ورادار، إضافة إلى طائرة من دون طيار متمركزة في صقلية، فإن القوارب لا تزال تختفي في أعماق المتوسط، والناجون منها قليلون.

وتعد إيطاليا منذ وقت طويل نقطة وصول للمهاجرين غير الشرعيين الساعين إلى حياة أفضل في الاتحاد الأوروبي. وطلبت روما إدراج موضوع الهجرة على جدول أعمال المجلس الأوروبي ورؤساء الدول خلال اجتماعه المقرر يومي 24 و25 أكتوبر الحالي.

المشكلة أوروبية بامتياز، والرأي العام في إيطاليا وأوروبا غير متعاطف مع مآسي المهاجرين غير الشرعيين بسبب الأزمة الاقتصادية المؤلمة والكساد في أغلب دول أوروبا. يصل الآن 70 في المائة من المهاجرين إلى فرنسا وبلجيكا وألمانيا وبريطانيا والسويد من بين 330 ألفا من مقدمي طلبات الهجرة كل عام، وتم طرد 115 ألفا عام 2012، منهم 73 ألفا جاءوا بطرق غير قانونية سهلتها منظمات إجرامية كالمافيا وغيرها هربا من الأوضاع السياسية والأمنية والحروب في بلادهم الأصلية، والواقع أن نحو 190 مليون نسمة (أي 3 في المائة من سكان العالم) يعيشون الآن خارج أوطانهم ومسقط رأسهم.

يقول المهاجر السنغالي أحمد كامو، الذي يعمل حاليا في روما «لم أجد عملا في بلدي يمكنني من العيش الشريف في السنغال، وعن طريق وسيط دفعت منذ ثلاث سنوات مبلغ ألف دولار للسفر إلى ليبيا، وعملت فيها مؤقتا في قطاع البناء، ثم دفعت ألف دولار من جديد لأصل إلى لامبيدوزا، ولم أعرف إلى أي بلد أوروبي سوف أحط الرحال».

في الماضي كان المهاجرون إلى إيطاليا يأتون من بوركينا فاسو وإثيوبيا وساحل العاج والسنغال وبنغلاديش، وما زال أبناء الصومال وإريتريا (من المستعمرات الإيطالية سابقا) يتدفقون على إيطاليا حيث يقضي من يصل منهم إلى لامبيدوزا بضعة أيام للتحقيق والتأكد من هويتاهم، ثم ينقلون إلى مراكز إقامة مؤقتة (يسمونها مجازا مراكز الضيافة) حتى تتم تسوية أوضاعهم وقبول طلبات اللجوء أو الطرد. كانت تلك المراكز وعددها 11 تعيش ظروفا سيئة لا تختلف كثيرا عن السجون، وأحدها يقع بالقرب من روما في بونته غاليريا. لكن الآن باتوا يأتون أكثر من سوريا ولبنان وفلسطين.

حسين خضر باع متجره الصغير في شمال لبنان ليدفع 80 ألف دولار مقابل تهريبه مع أسرته إلى أستراليا بحثا عن حياة أفضل. لكن خضر (44 عاما) عاد خالي الوفاض بمفرده إلى قريته قرب طرابلس بعد أن غرق القارب الذي كان يستقله مع أسرته وعشرات المهاجرين الآخرين قبالة سواحل إندونيسيا الشهر الماضي، وغرقت زوجته وأبناؤه الثمانية. وشدد خضر على أنه على الرغم من تلك الفجيعة فإنه عازم على الهجرة من لبنان. وقال «تسألني لماذا؟.. أؤكد لك أن كل اللبنانيين يرغبون في ذلك.. وسيأتي يوم يظل فيه السياسيون وحدهم يتطلعون إلى الحيطان».

وبات لبنان يؤوي ما يزيد على مليون سوري فروا من جحيم الحرب الأهلية في بلدهم. في الوقت نفسه يستميت كثير من اللبنانيين للهجرة من بلدهم خصوصا أهالي منطقة عكار الفقيرة في الشمال التي امتدت إليها هذا العام أعمال العنف المستمرة في سوريا. وسجل ما يزيد على 230 ألف سوري أسماءهم لدى الأمم المتحدة في شمال لبنان، وباتوا يشكلون عبئا على البنية الأساسية الضعيفة بالفعل، وأدى وجودهم إلى انخفاض الأجور في المنطقة.

* الهجرة والعنصرية ينص قانون الهجرة الإيطالي المسمى بأسماء السياسيين الذين وضعوه عام 2002 «بوسي وفيني» على فرض عقوبات مالية وغرامة تصل إلى 5000 يورو (أي 6650 دولارا) والطرد لمن يصل إيطاليا حيا، ويتهم من يساعدهم مثل الصيادين في البحر بتهم جنائية. والحقيقة أنه مع تزايد الاضطرابات في العالم فلا يمكن لأوروبا وحدها خاصة أنها تعاني من البطالة والمشاكل الاقتصادية أن تستوعب المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين كل سنة، بل أصبح الأمر مأساة إنسانية عالمية.

حين سئل امبرتو بوسي، الزعيم السابق لحزب «رابطة الشمال» اليميني، منذ أيام عن احتمال إلغاء القانون الذي أسهم في وضعه، قال «لا توجد دول من دون حدود، ولن نستغني عن حدود إيطاليا». أما نائب رئيس مجلس الشيوخ والوزير السابق من الحزب نفسه روبرتو كالديرولي فأطلق تعليقا عنصريا من العيار الثقيل حين شكلت الحكومة الحالية قبل شهور وضمت لأول مرة وزيرة سوداء من أصول أفريقية (الكونغو الديمقراطية) سيسيل كيينغه، واصفا الوزيرة بأنها «تذكره بالقرود»، وتبعه بعض المتطرفين بإلقاء الموز عليها وهي تخطب في اجتماع حزبي مطالبة بتسهيل إجراءات قبول المهاجرين الجدد.

يتساءل البعض في إيطاليا، ومنهم جيمس والتسون أستاذ السياسة في الجامعة الأميركية في روما، قائلين «طلب زعماء اليمين من كالديرولي الاعتذار من الوزيرة، لكنهم لم يطلبوا منه الاستقالة»، لذا بعث لها كالديرولي باقة من الورود، لكن البعض يطرح السؤال «هل تغطي الورود على التفكير العنصري؟». الغريب أن رئيس حركة الاحتجاج «خمس نجوم» اليساري بيبي غريللو صرح منذ أيام منتقدا الحكومة على تساهلها مع المهاجرين غير الشرعيين، مما هدد بشق حزبه الحاصل على ربع أصوات الناخبين. وأردف أن «تفكير الحكومة في تعديل قانون الهجرة الحالي هو دعوة لبلاد الشرق الأوسط وأفريقيا لإرسال المزيد من المهاجرين غير القانونيين إلى إيطاليا». أما السياسي اليميني أرمينيو بوسو فقال إنه سعيد لأن قارب المهاجرين قد غرق.

الخلاصة أن إيطاليا منقسمة حول تعريف العنصرية ومعالجة مسألة الهجرة، فهناك نحو 5 ملايين مواطن من أصل أجنبي (أو ما يزيد على 7 في المائة من عدد سكان إيطاليا)، أي بزيادة 334 ألفا عن العام الفائت، خمسهم جاءوا من رومانيا ونحو نصف مليون من ألبانيا وأكثر من نصف مليون من المغرب و305 آلاف من الصين و123 ألفا من مصر و121 ألفا من تونس و87 ألفا من السنغال. أما عدد المهاجرين غير الشرعيين فيقدر بـ670 ألفا يعيش أغلبهم في شمال ووسط إيطاليا.

* أبرز حوادث غرق السفن خلال الأشهر الأربعة الأخيرة

* شهد شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي 3 حوادث غرق لسفن تنقل مهاجرين، قضى فيها أكثر من 550 شخصا بين قتيل ومفقود.

* في الثالث من الشهر الحالي أحصت البحرية الإيطالية مقتل أكثر من 363 مهاجرا غير شرعي، معظمهم من الفلسطينيين والسوريين، إضافة إلى الأفارقة، نتيجة انقلاب سفينة كانت تقلهم قبالة سواحل لامبيدوزا.

* وشهدت السواحل الإيطالية في الحادي عشر من الشهر الحالي غرق زورق مهاجرين انطلق من ليبيا وعلى متنه نحو 300 راكب، معظمهم من السوريين. وأنقذت البحرية الإيطالية نحو 50 مهاجرا، فيما قتل 34 آخرون على الأقل، ولا يزال 200 في عداد المفقودين.

* في اليوم ذاته غرق قارب كان يقل عشرات المهاجرين العرب غير الشرعيين قبالة السواحل المصرية، خلال توجهه إلى أوروبا. وانتشلت قوات البحرية المصرية 12 جثة، فيما أنقذت 116 شخصا.

* قبل هذه الحادثة بأيام لقي 13 مهاجرا على الأقل حتفهم في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي غرقا قبالة سواحل صقلية، بعد أن حاولوا السباحة إثر جنوح زورق صغير كانوا على متنه، فيما تمكن حراس السواحل من إنقاذ مائتين آخرين كانوا برفقتهم على الزورق ذاته.

* في الثالث والعشرين من الشهر ذاته غرقت عبارة تقل نحو سبعين شخصا، أكثر من نصفهم من اللبنانيين، بعد انطلاقها من الشواطئ الإندونيسية متوجهة إلى أستراليا. ونجا 18 لبنانيا بعد أن تمكنوا من السباحة والوصول إلى الشاطئ، فيما مات 14 آخرون غرقا، غالبيتهم من الأطفال.

* خلال شهر أغسطس (آب)، وتحديدا في التاسع عشر منه، أنقذ خفر السواحل الإيطالية أكثر من 600 مهاجر غير شرعي، بينهم نساء وأطفال، من الموت المحقق خلال وجودهم في زورق غير شرعي في المياه الإقليمية الإيطالية قرب سواحل جزيرة لامبيدوزا وبمحاذاة جزيرة صقلية، علما بأن العدد الأكبر منهم جاء من سوريا وباكستان.

* في الثالث عشر من الشهر ذاته، نجا 163 مهاجرا غير شرعي، معظمهم من المصريين والسوريين، بعد أن انتشلهم خفر السواحل الإيطالية على بعد 50 كم من سواحل صقلية.

* في العاشر من أغسطس الماضي، قضى ستة مهاجرين سوريين غرقا في البحر المتوسط قرب جزيرة صقلية، فيما أنقذ نحو مائة آخرين، عند مدينة كاتانيا الصقلية، بعد أن علق مركب صيد صغير كانوا على متنه بالرمال.

* وقبلها لقي ما لا يقل عن 24 مهاجرا غير شرعي حتفهم قبل أيام غرقا في عرض السواحل التركية خلال توجههم على متن قارب إلى جزيرة ليسبوس اليونانية. وتمكن خفر السواحل التركية من إنقاذ 12 مهاجرا كانوا على متن القارب ذاته.

* في التاسع والعشرين من شهر يوليو (تموز)، أنقذ خفر السواحل الإيطالية أكثر من خمسمائة مهاجر غير شرعي، فيما اعتُبِر أكثر من ثلاثين في عداد المفقودين. ويتحدر معظمهم من بلدان أفريقية، وحاولوا الوصول إلى أوروبا انطلاقا من السواحل الليبية. ووجه الناجون إلى مراكز استقبال في جزيرة صقلية.

* في الرابع والعشرين من شهر يوليو الماضي، أنقذ خفر السواحل الأسترالية نحو 160 مهاجرا غير شرعي، في طريقهم إلى أستراليا، إثر غرق زورقهم قبالة سواحل جزيرة جاوا الإندونيسية، على مقربة من المرفأ الذي أبحر منه، في حين غرق سبعة أشخاص آخرين، واعتبر العشرات في عداد المفقودين.

* خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي، وتحديدا في السادس عشر منه، قضى 54 شخصا على الأقل، غالبيتهم من الصوماليين، إثر غرق قارب يقل أكثر من 600 مهاجر عربي وأفريقي قبالة سواحل طرابلس الغرب. وجاءت حادثة الغرق هذه بعد شهرين ونصف الشهر من اختفاء قاربين إثر مغادرتهما ليبيا في نهاية مارس (آذار) الماضي، كان يقل أحدهما 320 راكبا والآخر 160، مما أدى إلى مصرع 240 راكبا على الأقل.

روما: عبد الرحمن البيطار- بيروت: ليال أبو رحال

 جريدة الشرق الأوسط

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى